في مشهد جديد يعكس التوتر بين نجوم الفن التونسي، دخلت الممثلة عزة سليماني في مواجهة علنية مع زميلتها الممثلة مرام بن عزيزة، وذلك بعد تصريحات مرام المثيرة للجدل التي انتقدت فيها بشدة نشاط عزة على منصة تيكتوك. مرام، التي عُرفت بتصريحاتها الجريئة، وصفت ما تقوم به عزة على المنصة بأنه لا يتناسب مع صورتها الفنية ومكانتها كممثلة، مما أثار موجة من التعليقات والجدل على مواقع التواصل الاجتماعي.
بداية الخلاف وتصاعد الأزمة
بدأت القصة عندما أعربت مرام خلال مقابلة صحفية عن استيائها مما اعتبرته “استغلال غير لائق” لمنصات التواصل الاجتماعي من قبل بعض الفنانين. وأشارت تحديداً إلى نشاط عزة على تيكتوك، قائلة إن مثل هذه الأنشطة قد تؤثر سلباً على صورة الفنان وتقلل من جديته أمام الجمهور.
رد عزة لم يتأخر، حيث اختارت أن تواجه الانتقاد بطريقة مباشرة عبر منشور على صفحتها الشخصية، مؤكدة أن “الفنان حر في اختياراته ولا يجب أن يُحاكم على طريقة تواصله مع جمهوره”. وأضافت أن تيكتوك ليس مجرد منصة للترفيه، بل وسيلة للتعبير عن الذات والتواصل مع المتابعين بطريقة عصرية ومبتكرة.
انقسام الجمهور بين مؤيد ومعارض
كما هو متوقع، أشعل هذا الخلاف النقاش بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انقسم الجمهور إلى معسكرين. الفريق الأول دعم وجهة نظر مرام، معتبراً أن الفنان يجب أن يحافظ على مكانته الفنية والابتعاد عن الأنشطة التي قد تُظهره بشكل سطحي. بينما رأى الفريق الآخر أن انتقاد عزة غير مبرر، مؤكدين أن من حقها استخدام تيكتوك بالطريقة التي تناسبها، خاصةً أنها تحظى بشعبية واسعة بين جمهور الشباب.
وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها على صورة الفنان
هذا الجدل أعاد تسليط الضوء على موضوع شائك يتعلق باستخدام الفنانين لوسائل التواصل الاجتماعي. ففي السنوات الأخيرة، أصبحت هذه المنصات جزءاً أساسياً من حياة المشاهير، حيث يستخدمونها للترويج لأعمالهم، والتواصل مع جمهورهم، وأحياناً لمشاركة تفاصيل من حياتهم الشخصية.
لكن في الوقت نفسه، يجد الفنانون أنفسهم في مواجهة مستمرة مع الانتقادات، سواء من زملائهم أو من الجمهور، حول الطريقة المثلى لاستخدام هذه المنصات. البعض يرى أن الفنان يجب أن يلتزم بمعايير معينة للحفاظ على صورته الاحترافية، بينما يعتقد آخرون أن وسائل التواصل تمنح الفنان الحرية ليكون أكثر عفوية وإنسانية.
ما بين الحرية والمسؤولية: أين يقف الفنانون؟
في خضم هذا الجدل، يبقى السؤال الأهم: هل يمكن للفنانين أن يستخدموا وسائل التواصل الاجتماعي بحرية مطلقة دون أن يخاطروا بسمعتهم المهنية؟ الإجابة ليست بسيطة، خاصةً في ظل اختلاف توقعات الجمهور من الفنانين.
على سبيل المثال، يرى البعض أن الفنانين يجب أن يكونوا قدوة لجمهورهم، وأن يركزوا على المحتوى الذي يعكس قيمهم الفنية. بينما يرى آخرون أن الفنان كأي شخص عادي له الحق في التعبير عن نفسه بالطريقة التي يراها مناسبة.
كيف سيؤثر هذا الجدل على علاقة الفنانتين؟
بينما يستمر الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي، يبقى من غير الواضح كيف ستتطور العلاقة بين عزة سليماني ومرام بن عزيزة. هل سيؤدي هذا الخلاف إلى قطيعة دائمة بين الفنانتين؟ أم أن الأيام القادمة قد تشهد صلحاً يعيد الأمور إلى نصابها؟
ما هو مؤكد أن هذا النوع من الخلافات يعكس التحولات الكبيرة التي طرأت على حياة المشاهير في العصر الرقمي. فقد أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي أداة قوية للتعبير والتواصل، لكنها في الوقت نفسه سيف ذو حدين يمكن أن يُشعل الخلافات بسهولة.
في النهاية، يظل الجمهور هو الحكم الأول والأخير على كل ما يحدث، وهو الذي سيحدد إن كان الجدل سيستمر أو سيتلاشى مع الوقت.
